معلومات مفيدة وقيمة

طب العيون عند الفراعنة

الطب عند الفراعنة

ان اكبر مفخرة للمصريين هى علم الطب وكان الكهنة هم البادئون به. ثم يرتفع مستوى الطب فى مصر اللفرعونية الى مستوى الاطباء العظام والجراحين الذين وضعوا القانون الأخلاقى للطب الذى ظل يتوارث جيلا بعد جيل حتى وصل الى قسم ابقراط. وذكر المؤرخون أن اثوثيس عحا ثانى ملوك الاسرة الاولى كان يمارس الطب وبقيت كتاباته فى التشريح حتى القرن الثالث قبل الميلاد.

ومنذ الاسرة الثالثة كان يوجد جراحون يسمون كهنة سخمت وكان يطلق على الطبيب حينذاك اسم سنو والرمز الهيروغليفى لهذه الكلمة مكون من قنينة ومشرط.

طب العيون عند الفراعنة

“مارس قدماء المصريين مهنة الطب بمهارة فائقة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وسجلوا إنجازاتهم الطبية علي أعمدة وحوائط المعابد، بل ودونوها في برديات ما زالت محفوظة في العديد من المتاحف العالمية. ووصلت براعة المصريين في هذا المجال إلي حد أنهم فرقوا بين تخصصات الطب المختلفة، ومن بين هذه التخصصات التي برعوا فيها أمراض العيون.. وكان يطلق علي من يمارس هذا التخصص اسم “كحّال” أي طبيب العيون”.

تحكي أسطورة الصراع بين حورس وست، أنه في إحدى المرات وجد ست حورس نائمًا ففقأ عينه اليسرى، فحزنت أمه إيزيس وطلبت العون من الإله تحوت إله الحكمة، والذي كلف الإله حاتحور بمعالجة عين حورس، وحسب الأسطورة ملأ حاتحور تجويف عين حورس بلبن الغزال، فاستعاد عينه مرة أخرى واستأنف معركته مع ست، لينتقم لمقتل والده أوزوريس ويستعيد عرشه.
وردت هذه القصة في كتاب الأساطير المصرية للكاتب الأمريكي دون ناردو، ويورد ناردو في كتابه تعليق كل من عالمي الآثار، إيان شو وباول نيكلسون، واللذين اعتبرا أن لعين حورس دلالة رمزية، فيقولا: “في أثناء عراكه مع ست، قيل عن حورس إنه فقد عينه اليسرى (التي كانت تمثل القمر)، ومع ذلك كانت الربة حاتحور قادرة على إرجاع عينه، ثم أصبحت عين الاودجات (عين حورس) ترمز إلى العملية العامة للسلامة أو الإشفاء، ويلمح أحمد السرساوي مترجم الكتاب إلى تميمة عين حورس أصبحت رمزًا للشفاء ورمزًا لطرد المرض سواء كان بسبب عضوي أو روحاني.

فتاة العين عند الفراعنة

يشير الدكتور سمير يحيى الجمل، في كتابه (تاريخ الطب والصيدلة المصرية في العصر الفرعوني – الجزء الأول)، إلى أن أطباء العيون في مصر القديمة كانوا يعملون تحت راية الإله تحوت، استنادا إلى الأسطورة بأنه عالج عين حورس، ملفتًا إلى أن أطباء العيون أطلقوا اسم (الفتاة التي بداخل العين) على الحدقة، واعتبروا أنها مصدر الدموع، أما الجفن فسمى (ظهر العين).

ويورد الجمل أسماء بعض مشاهير طب العيون  في عصر الدولة القديمة 3200 ق.م، مثل ميدو نفري، وإيري، وأواوي، وتي عنخ دواو، معتقدًا أن السبب في اهتمام المصريين القدماء بطب العيون يرجع إلى انتشار الرمد وكثافة أعداد المكفوفين، الذين صوروا غالبا على جدران المعابد والمقابر كعازفين للآلات الموسيقية أو مغنين، وكان ذلك بحسب الجمل نوع من التأهيل المهني للمكفوفين.

أمراض العيون عند الفراعنة

يستند الدكتور يحيى الجمل إلى بردية إيبرس الطبية، والتي أوردت أكثر من مائة وصفة لأمراض العيون، مشيرا إلى أنه لم يثبت استخدام القدماء للجراحة في علاج العيون إلا في القرن الثاني بعد الميلاد، ومن أشهر أمراض العيون التي عالجها الطبيب المصري القديم:
– الرمد الحبيبي: عولج بخليط مستخلص من الجرانيت والنطرون الأحمر المحروق كبريتات الرصاص.
– التهاب الجفون: كان يعالج بنقط من الصبار والنحاس، ومنقوع أو مغلي ورق السنط؛ لاحتوائه على مواد قابضة، وكانت تتم عملية التنقيط باستخدام ريشة نسر.
– الكاتراكتا: سمي (صعود الماء إلى العين)، والذي يسمى حاليًا المياه البيضاء، وكان يعالج بتعويذة سحرية، بالإضافة إلى مزيج من الملاكيت والعسل وحب العزيز.
– شعرة العين: وهو مرض ناتج عن التهاب جذر شعرة بهدب العين، يؤدي إلى تورم يتحول تدريجيا إلى حبة متقيحة، وتكون شكوى المريض شعوره بوجود شعرة تحول دون الرؤية السليمة، وكانت تعالج تلك الحالة بتحضير خليط من الكحل الأسود والصبار وتمزج بالماء وتقطر في العين.

العيون الصناعية عند الفراعنة


طبقا للدكتور حسن كمال، في كتابه (الطب المصري القديم)، فقد وصل القدماء إلى أسرار تشريح العين البشرية، مدللا على ذلك بالعيون الصناعية التي كانت توضع بدلا من العين الأصلية في المومياوات، وفي عهد الدولة القديمة كانت تصنع القرنية من الحجر الصوان الشفاف قبل أن ينجحوا في صناعة العين الزجاجية في عهد الدولة الحديثة حوالي 1500 ق.م.

ويلفت كمال إلى أن تصميم العين الصناعية في مصر القديمة أظهر أن القرنية كانت أكثر تحدبا من الصلبة في محاكاة دقيقة للطبيعة، معتبرًا أنه بالرغم من تقدم صناعة العيون في العصر الحاضر إلا أنها لم تصل إلى مستوى أجدادنا الفراعنة، بالرغم من أنه لم يثبت حتى الآن بالدليل القاطع أن المصريين القدماء زرعوا العيون الاصطناعية للأحياء، وإنما اقتصر استخدامها في مومياوات الموتى.

أشهر أطباء طب العيون عند الفراعنة

  • تي غنخ “داوو” من الأسرة الخامسة.
  • “واي – أي” من المملكة القديمة.
  • “واحا دواو” طبيب القصر في المملكة القديمة.
  • “ميدو نفر” الطبيب الأول للقصر في المملكة القديمة.
  • “إيري ان نخت” طبيب القصر في الأسرة العاشرة، المملكة الوسطي.
وعرف المصريون أيضا بعض أمراض العيون كالدمامل والشعرة، والأخيرة كانت تعالج بإزالة الشعر ثم يدهن مكانه بمرهم مصنوع من خليط من دم البرص والخفاش وصفرة العصافير.
المصادر منقولة من:
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *